كلمــــاتٌ فــــي مقتـــــل ... ( من خواطـــــــــري) ...

كلمــــاتٌ فــــي مقتـــــل :

... كنت شاهدًا منذ قرابة عشرين سنة مضت على حادثة مؤثّرة : فقد كان واحدٌ من زملائي في الدّراسة قد تعطّل عن دراسته في عامه الأوّل بسبب ظروفه الأسريّة المعقّدة ،إذ كان فقيرا يتيم الوالدين ومسؤولا وحيدا عن إعالة إخوته اليتامى ، لكنّه عمل بجدّ خلال توقفه عن الدراسة في العام الأوّل لِيَسُدّ حاجات أسرته وتقدّم ليزاول الدّراسة من جديد ، لكنّ مدير المعهد رفض قبوله قائلا له : (هذي ليست قهوة موح) .. واشترط عليه الخضوع لامتحان القبول ، فقبل الطالب الوَرِع ذلك واجتاز الإمتحان ونجح .. لكنّ المدير تراجع عن وعده وأصرّ على طرده بغير وجه حقّ قائلا له ( إمّا أنا أو أنت في هذا المعهد) ، وبعد أن تأكّد الطالب أنّه مطرود ظلما وتعسّفا ، وقف على باب الإدارة وطلب ملاقاة المدير ، فخرج إليه وهنالك قال ذاك الطالب -بصوت شقّ عباب السماء – كلماتٍ لا تزال ترنّ في أذني ويقشعرّ لها بدني إلى الآن : ( أردت أن أُشهِد عليك الله والملائكة والموظّفين والطلبة أجمعين ، الحمد لله الذي جعل غدا يوم القيامة يوم حساب نتجادل فيه أمام الحَكَم العدل ، لآخذنّ حقّي منك غدا ولأقولنّ لربّي أنّك قهرتَ يتيما وكسرت خاطره وشرّدت إخوته بغير وجه حقّ..) ، ثمّ راح يقول بأعلى صوته شاخصا ببصره نحو السماء : (حسبنا الله ونعم الوكيل ، ردّدها ثلاثا) ...

اليـــــــوم : ذلك الطالب اليتيم أصبح واحدا من أرباب الأموال والأملاك ، سبقني إلى الزواج بسنوات وله بيوت وأولاد ، أمّا صاحبنا المدير فقد مكث سنوات قليلة بين تعب العمل وتعب المرض ، ثمّ رقّي إلى منصب أعلى .. لكنّه سرعان ما فُصل نهائيا وأنهيت مهامّه على إثر فضيحة جنسيّة ، ثمّ تقرّر منحه التقاعد على أقدم منصب شغله (عون مكتب) كعقوبة ... ولا يكاد يكلّمه اليوم أحد أو يعرفه أحد ...

كلمــــاتٌ فــــي مقتـــــل ... ( من خواطـــــــــري) ... Do

كلمــــاتٌ فــــي مقتـــــل ... ( من خواطـــــــــري) ... Do

مؤثرة فعلا هذه القصة

كلمــــاتٌ فــــي مقتـــــل ... ( من خواطـــــــــري) ...

كلمــــاتٌ فــــي مقتـــــل ... ( من خواطـــــــــري) ...

المواضـــــــيع المشابــــــهه