التقدم التكنولوجي قد يكون وسيلة لراحة البشر وسعادتهم، ولكن هذا قد يكون
على حساب خصوصياتهم هذا ما استهلت به صحيفة ديلي ميل تقريرها للكشف عن التكنولوجيا الجديدة lifeloggers.

جهاز
Lifeloggers عبارة عن كاميرا صغيرة يمكن أن تثبتها في قميصك أو التيشرت
الخاص بك، ويرسل تفاصيل حياتك من صور ولقطات فيديو كل 30 ثانية مباشرة إلى
حسابك الشخصي على أي موقع تواصل اجتماعي تحدده مسبقاً.

وأطلقت
الشركة المصنعة للجهاز أكثر من نسخة ونموذج له، أحدها يمكن تثبية في القميص
أو الملابس وهو في حجم طابع البريد، ويؤكدون أنهم في طريقهم لتجهيز نموذج
آخر يثبت في النظارات الشمسية، والأقلام.

يبلغ ثمن الكاميرا التي طُرحت بالفعل للبيع في الأسواق العالمية 171 جنيهاً إسترلينياً. وفي ترويج للجهاز تقول الصحيفة البريطانية
هل تتذكر يوم زفافك مثلاً أو يوم ولادة طفلك أو عطلة مثالية قضيتَها، ولم
يكن لديك صور تحفظ تلك الذكريات، لكن التكنولوجيا الجديدة تمكنك من تسجيل
تلك التفاصيل الدقيقة لتلك اللحظات، التي يمكن أن ترجع لها فيما بعدُ”.

وتابعت
الصحيفة قائلة: لكن هناك منتقدين يعتقدون أن تلك التكنولوجيا تفتح الباب
أمام استخدامها في التلصص على خصوصيات الآخرين، خاصة أنه يمكنها أن تسمح
بطرف آخر أن يسمع ويشاهد كل تلك التفاصيل الدقيقة؛ ما يجعل ما نتحدث فيه
أشبه بما تحدث عنه جورج أوريل في روايته 1948 حول وجود شخص ما يراقب تحركات
وردود فعل الناس.

كما حذّرت الصحيفة من أن تلك الخاصية تعرضك أيضاً لخطر الكشف عن الكثير من المعلومات عن أنفسهم للآخرين، في حالة اختراق حساباتهم الشخصية؛ ما قد يعرضهم لابتزاز أو سرقة حساباتهم البنكية وما إلى ذلك.

وأشارت
دايلي ميل إلى أن تكنولوجيا lifeloggers أثارت أيضاً حول حقوق الخصوصية
التي قد يخترقها البرنامج بنشر تفاصيل لحياة الآخرين الذين قد يصورهم
المستخدم دون علمهم.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن ستيفن بوين، مدير
المعهد البريطاني لحقوق الإنسان قوله: هذا النوع من التكنولوجيا غيَّر
بصورة كبيرة مفهومنا عن الخصوصية، ويوفر فرصاً لا حصر لها لمراقبة كل حركة
لدينا في الوقت الحقيقي.

وأضاف بقوله: السير على تلك الوتيرة من
التقدم التكنولوجي؛ يؤدي بنا إلى خطر، فعندما أكون نائما أتحوّل إلى مجتمع
المراقبة. وقال كذلك سيمون ديفيز، مؤسس منظمة الخصوصية الدولية، لصحيفة نيويورك تايمز
الأمريكية: المشكلة ليست في التقدم التكنولوجي، المشكلة أننا لا نفهم بشكل
صحيح مدى أهمية قيمة أحقيتنا في الخصوصية، وكيف أنه علينا حماية هذا الحق
بموجب قوانين حقوق الإنسان، وأعتقد أنه مع مثل تلك الأجهزة المشكلة ستكون
بمثابة الكابوس لنا جميعاً